قدر الاتحاد الدولي للسكري معدل انتشار مرض السكري لدى البالغين في منطقة الشرق الأوسط وشمالي افريقيا، بمعدل %12.2، وتوقع ارتفاع هذا المعدل الى %13.9 بحلول عام 2045. إلا ان بعض الخبراء المحليين يعتقدون بأن انتشار مرض السكر محليا يفوق هذه الأرقام، وذلك نتيجة الى عدم إدراك البعض لإصابتهم بينما يهمل البعض الآخر التشخيص والعلاج.
أشارت د.قوسية وامل، استشارية امراض القلب الكويتية الى ان ارتفاع عدد المصابين بمرض السكري في جميع أنحاء العالم يصاحبه ارتفاع في حالات الإصابة بأمراض القلب.
ونبهت إلى أن عدم السيطرة على مرض السكري يجعل المصابين أكثر عرضة للإصابة بفشل القلب وتداعيات أكثر شدة بعد النوبات القلبية مقارنة بمن يتحكمون بمعدل جلوكوز الدم.
وشرحت قائلة: تتضاعف نسبة وفاة المصابين بمرض السكري من النوع الثاني لأسباب تتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية بما يصل إلى أربعة أضعاف مقارنة مع غير المصابين بهذا المرض. وهذه الحقيقة تؤكد حاجة وضرورة تركيز أطباء القلب على تقليل المخاطر القلبية للمصابين بمرض السكري بدلًا من إدارة مستويات الجلوكوز أو السكر في الدم فقط.
تغييرات ضرورية في نمط حياتنا:
وشددت د.قوسية وامل على أن علاج السكري لا يجب ان يقتصر على الدواء فقط، بل يجب ان يرافقه التشديد على إدخال تغييرات إيجابية في نمط الحياة، مثل:
1 – الإقلاع عن التدخين
2 – خسارة الوزن الزائد والحفاظ على الوزن الصحي
3 – الالتزام بممارسة الرياضة.
4 – تحسين النظام الغذائي ليصبح صحياً أكثر
5 – التحكم في ضغط الدم ومستوى الكوليسترول
فقد أظهرت الدراسات بأن التحكم الجيد في عوامل الخطر القلبية الوعائية، سيساهم في تحسين جودة الحياة بشكل كبير وإطالة حياة مرضى السكري بمعدل ثماني سنوات.
1 – كيف يؤثر السكر سلباً في صحة القلب؟
يتسبب مرض السكري في عدة تغيرات تؤثر سلباً في صحة القلب، مثل:
◄ ارتفاع مستوى السكر في الأوعية الدموية: مما يعزز العمليات الالتهابية وتلف (وتصلب) جدار الأوعية الدموية، وبالتالي اجهاد عضلة القلب وجعلها أكثر تيبسا، وهو ما يؤدي بدوره في النهاية إلى مشاكل احتباس السوائل وفشل القلب. كما يبرر ذلك ارتفاع فرصة إصابة مرضى السكري بأمراض الشرايين التاجية والنوبات القلبية.
◄ عدم التحكم بمستوى السكر يسبِّب تلف الأعصاب: انخفاض شعور المرضى بألم في الصدر أو أي نوع من الانزعاج الصدري الذي قد يشير إلى وجود إصابة ومشكلة قلبية، لذلك قد لا يتم اكتشاف أمراض القلب إلا بعد أن تتطور وتصبح صعبة العلاج (لا تتوفر لها إلا خيارات علاجية قليلة فقط).
2 – كيف يسبِّب السكر الإصابة بتصلب الشرايين؟
◄ ارتفاع معدل السكر في الجهاز الدموي يؤدي إلى تغيير بنية الدم وتضيق الأوعية الدموية.
◄ ارتفاع مستويات السكر والكوليسترول أيضا في الدم يزيد أخطار الإصابة بتصلب الشرايين وبخاصة شرايين القلب التاجية.
◄ يتشارك داء السكري من النوع الثاني ومرض الشريان التاجي ببعض عوامل الخطر، مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم.
◄ ارتفاع السكر في الدم يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية والأعصاب المتحكمة في القلب والأوعية الدموية.
ونتيجة الى كل ما سبق ذكره، فمع مرور الوقت ستتراكم الاضرار وتؤدي الى الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب.
السكر والكوليسترول.. هل الإصابة بأحدهما يسبب الثاني؟
اشارت الابحاث انه إذا كان المريض مصابا بداء السكري من النوع الـ2، فغالبا سيعاني من ارتفاع مستويات الكوليسترول أيضا، وذلك لأن جسمه لا ينظم معدل الجلوكوز كما ينبغي، ما يؤدي الى ارتفاعه الى مستويات عالية وبالتالي تعزيز العمليات الالتهابية وترسب الدهون والإصابة بحالات صحية أخرى، مثل ارتفاع الكوليسترول في الدم.
لذا يجب التشديد علي أهمية تشخيص وعلاج مرض السكري وارتفاع الكوليسترول بشكل جيد، وقالت: من المهم علاج هاتين الحالتين لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين. وبالإضافة الى العلاج الدوائي، فيجب ان تضاف اليه الخطوات التالية: اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بشكل روتيني لتنظيم نسبة السكر في الدم، فذلك سيؤدي إلى تحسين مستويات الكوليسترول لدى مرضى السكري، خاصة إذا فقدوا الوزن الزائد.
معلومات مهمة
– عدم السيطرة على السكري يعرض المصابين لأمراض القلب
– التحكم الجيد في عوامل الخطر القلبية يطيل حياة مرضى السكري بمعدل 8 سنوات
– ارتفاع عدد المصابين بالسكري عالمياً يصاحبه ارتفاع في حالات أمراض القلب
– تتضاعف فرصة وفاة مصابي السكر لأسباب تتعلق بأمراض القلب إلى أربعة أضعاف
– العلاج لا يعتمد على الأدوية فقط.. بل على إدخال تعديلات صحية في أسلوب الحياة